متى كانت آخر مرة فكرت فيها بكلمة «تصميم» ؟ هل هي مرتبطة بالفن ؟ هل يقتصر الأمر على مصممي الأزياء فقط ؟ 

‍

دعونا نلقي نظرة أوسع معًا على مصطلح «التصميم» في عالم الأعمال!
يقول الناس أن كلمة تصميم مرتبطة بكل ما يخص تطوير المنتجات والخدمات جديدة. ولكنها في الواقع لا تقتصر على هذه المجالات فقط!

إذا أردنا فهم مصطلح التصميم في جوهره، سنجد أن التصميم هو عملية إنشاء وإيجاد شيء جديد يتمتع بخصائص جمالية معينة وهنا لا نفصل الفن عن التصميم، لكن بالتأكيد يتبع التصميم أدوات وتقنيات مختلفة.

نحن كمصممين للخدمات و المنتجات او الاعمال الابتكارية  نستخدم مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات لإحياء أفكارنا، بما في ذلك الرسومات والنماذج الأولية والعديد من الأدوات التقنية. نحن نعتمد أيضًا على معرفتنا بالمواد وعمليات التصنيع واحتياجات المستخدم لإنشاء منتجات وخدمات ليست جميلة فحسب، بل عملية وفعالة أيضًا.

‍

عملية التصميم ليست بسيطة كما تبدو!

‍

إنها أكثر من مجرد إنشاء شيء يبدو جيدًا ويعمل بشكل جيد. يتعلق الأمر بحل المشكلات وتحسين حياة الناس (المستخدمين) سواء كان تطبيقًا جديدًا للهواتف الذكية يبسط المهام اليومية، أو جهازًا طبيًا ينقذ الأرواح، أو قطعة أثاث تغير شكل المكان، التصميم لديه القدرة على إحداث تأثير حقيقي.

كمصمم، أبدأ العملية بالبحث وتحليل احتياجات ورغبات المستخدمين و جمهورهم المستهدف. ثم أنتقل إلى التفكير، واستكشف مفاهيم وأفكارًا مختلفة قبل اعتماد الخيار الأنسب. يساعدني النموذج الأولي والاختبار كثيرًا على تحسين أفكاري والتأكد من أن المنتج أو الخدمة النهائية تلبي احتياجات مستخدميها.

‍

دعوني أريكم  مثالًا عمليًا:

‍

لنفترض أن الشركة تريد إنشاء تطبيق هاتف ذكي جديد يساعد الأشخاص على إدارة مهامهم اليومية بشكل فعال أكثر، ستكون الخطوة الأولى في عملية التصميم هي إجراء البحث والتحليل لفهم احتياجات ونقاط الحاجة للجمهور المستهدف. قد يتضمن ذلك اختبار وإحصاء المستخدمين المحتملين، وتحليل البيانات الخاصة بتطبيقات إدارة المهام الحالية.

بمجرد اكتمال البحث، سينتقل المصممون إلى التفكير، واستكشاف مفاهيم وأفكار مختلفة للتطبيق. قد يقومو بإنشاء رسومات تخطيطية لتصور الخيارات المختلفة والحصول على تغذية راجعة من الجهات المعنية (أي التي تسعى لإنشاء تطبيق جديد).

بعد ذلك، يقوم المصممون بإنشاء نموذج أولي للتطبيق، والذي يمكن أن يكون نموذج محاكاة يسمح للمستخدمين بالتفاعل مع التطبيق ودراسة النتائج. سيتم اختبار النموذج الأولي وتجربته بناءً على ملاحظات المستخدم واختبار قابلية الاستخدام.

‍

أخيرًا، سيطور المصممون المنتج النهائي، مع دمج التعليقات والرؤى المكتسبة من مرحلة النموذج الأولي. من خلال عملية التصميم هذه، ستكون الشركة قادرة على إنشاء تطبيق لإدارة المهام يلبي احتياجات جمهورها المستهدف ويساعد الأشخاص على إدارة مهامهم اليومية بشكل فعال. ومن خلال دمج ملاحظات المستخدم خلال عملية التصميم، سوف تضمن للشركة أن المنتج النهائي سيكون موضع استقبال جيد وناجح في السوق.

في النهاية، التصميم يتعلق بالابتكار والإبداع. يتعلق الأمر بأخذ فكرة وتحويلها إلى شيء ملموس ومفيد. و بالنهج والأدوات الصحيحة، يمكن لأي شخص أن يصبح مصممًا ويساهم في جعل العالم مكانًا أفضل.

‍